Translate

2021/05/13

بمناسبة مؤتمر باريس - ورقة مهداة إلي المسئولين في تنسيق الوفد السوداني


▪️ اثار عدد الوفد السوداني المشارك في مؤتمر باريس موجة من السخرية والتهكم. و قد نشر الخبير الاقتصادي الاوروبي، باتريك هينسك، تغريدة على تويتر قال فيها ان زمن المؤتمر بضع ساعات لن تكون كافية ليتحدث جميع الوفد السوداني فيها، واضاف انه يعتقد ان كثيرين من الوفد السوداني سيحضرون لباريس لاجل التسوق والفرجة وبعض السياحة.
يشار الى انتشار صور لكشف في الوسائط قيل انه يمثل اعضاء الوفد السوداني و الذي ضم 105 فرد. فيما يضم الوفد الالماني فقد 30 شخص بمافيهم الرسميون.
واتسمت التعليقات على تغريدة باتريك بالسخرية والتهكم، ووصف الخطوة السودانية بعدم الجدية وقلة الخبرة في التعامل مع مثل هذه المؤتمرات.
▪️ بعيدا عن أهداف مؤتمر باريس تخوض هذه المذكرة حول تقنين حركة الوفود الرسمية الي الخارج و ما ينبغي أن يكون عليه حال المشاركين بدءا باختيارهم ثم تجهيزاتهم و ما يجب عليهم أخذه معهم و ما يتزودون به من معلومات قبل السفر و أثنائه و عند وصولهم و في فترة الأقامة و كيفية تعاملهم في المطارات و الفنادق و احترام الزمن و الاصطفاف و الخطوط المحددة للوقوف و التخطي و الالتزام بالبوابات الخاصة بالدخول و الدخول و السلوك و الملبس و الحركة في الطرقات و الأسواق.
▪️ لا بد للدولة الاهتمام بامر الوفود الرسمية للخارج وتدريب المسئولين والموظفين بالداخل ليتناسب اداءهم مع هذه الفترة والتى تزايدت فيها حركة زيارات ضيوفنا من سياح ورسميين وشعبيين ورجال اعمال ومنظمات من الخارج وكذلك ازدياد حركة وفودنا المتجهة الى الخارج .
فالحركات المتزايدة للوفود تحتاج الى بعض الاهتمام حتى تنساب مهمتها بالصورة المطلوبة , ونقصد هنا الوفود الرسمية الحكومية والشعبية والحزبية التى تذهب للخارج للمشاركة فى مؤتمرات وسمنارات وورش عمل واحتفالات ومناسبات و انشطة ثقافية او سياسية او اقتصادية او رياضية او اجتماعية او دينية او علمية وذلك بدعوات من حكومات اودول اوشعوب اواحزاب .
▪️ اتطرق هنا لبعض النقاط المهمة والتى من خلالها يمكن تقييم الوضع الحالى للوفود بالإشارة إلي بعض النماذج وذلك للتعرف على جوانب القصور لتداركه , كما نقدم بعض المقترحات والتوصيات لتقويم حركة وفودنا التى تمثل السودان فى المجتمعات الدولية .
▪️ يجب على اعضاء وفودنا المختلفة سواء كانت رسمية او شعبية اولاً معرفة الغرض من السفر او ماذا يفعل الشخص الذى سيسافر فى وفد رسمى او شعبى لكى يكمل مهمته بالصورة المطلوبة وعلى اعضاء الوفود ان يكونوا ملمين بفنون التفاوض والنقاش والحوار وكيفية عكس حال الدولة لدى الآخرين وكيفية الاستفادة القصوى من هذا السفر وجلب المنفعة للدولة.
▪️ معرفة و استعمال الحاسوب والوسائط التقنية المختلفة صار من اهم الامور فى هذا العصر , من هنا ينبغى على الدولة ان تلزم المسئول الذى سيسافر فى وفد لمهمة رسمية خارج السودان بالالمام بكيفية استخدام الحاسوب و الهواتف الذكية و الاجزة اللوحية المختلفة مع الزامه بحمل جهاز حاسوب يحتوى على الاقل على معلومات اولية واساسية عن السودان وبعض الصور واذا امكن حمل اجهزة ومعدات عرض مثل الكاميرات الرقمية و الماسحات الضوئية واجهزة العرض . فعدم الالمام بهذه الاشياء يجعل الوفود التى تسافر للمشاركة فى سمنارات وندوات وورش عمل عن السودان لا تستطيع ان تقدم شيئاً بخلاف الاستماع للطرف الآخر واذا سالهم الطرف الاخر عن اى معلومة عن السودان لايستطيعون اعطاء الاجابة الصحيحة الكافية والمفيدة وتكون اجاباتهم تقريبية وليست مكتملة او لايستطيعون توصيل المعلومة بطريقة صحيحة ان كانت لديهم هذه المعلومة و ذلك لعدم امتلاكهم للوسائل اللازمة او عدم معرفتهم بها .
▪️ ضرورة تجويد وسائل الاتصالات الحديثة فهي من الضروريات و الواجبات لكل شخص يريد التعامل مع العالم والا سيكون معزولاً ولا يستطيع المشاركة واقل هذه الوسائل واهمها واسهلها اليوم هو استعمال البريد الالكترونى E.mail اذ اصبح لا يعقل و لايصدق ان هناك شخصاً فى العالم لا يمتلك بريداً الكترونياً ناهيك من ان يكون ممثلاً لدولة تريد ان تقيم علاقات تجارية او اقتصادية او سياسية او علمية مع جهات او دول او منظمات عالمية , فالبريد الالكترونى اضافة الى كونه قليل التكاليف فهو سهل الاستعمال و متوفر فى كل الاماكن والاوقات وواسع الانتشار فى كل قطاعات المجتمعات الدولية ، إضافة بالطبع للتطبيقات الاخري مثل فيسبوك و لينكد ان و تويتر .
▪️ الهندام و النظافة والمظهر العام والسلوك والنظام للوفود الرسمية يجب مراعاته باهمية بالغة ، فالانطباع الاول للشخص المضيف فى كثير من بلدان العالم له اثر كبير على سير المفاوضات والنتائج النهائية , فلا يعقل ان تسافر الوفود لتتفاوض فى ملايين الدولارات و اعضاءها لايهتمون بهذه الامور .
▪️ مراعاة السلوك الحميد وترك العادات القبيحة مثل تناول التمباك و التسكع و الجلوس في غير المكان المخصص وعدم الاهتمام بالزمن والحضور للاجتماعات واللقاءات بعد الزمن المحدد ، كذلك السلوكيات الصغيرة الاخرى كالبصق المتكرر وادخال الاصبع فى الانف او الاذن وخلافه اثناء الاجتماعات او اللقاءات التى يتم عرضها احياناً للمشاهدين على الهواء و فى النشرات فى التلفزيونات .
▪️ضرورة معرفة البلد الذى يودون الذهاب اليه فى مهام رسمية من اجراءات السفر والحجز و الالمام بالمعلومات الاولية والاساسية عن البلد والتى تشمل معرفة الطقس والعادات والتقاليد والسكان والاكل والشرب ونظام الحكم وشروط الدخول واشير هنا الى دولة ماليزيا على سبيل المثال من شروط الدخول اليها الحصول على بطاقة التطعيم الدولية " البطاقة الصفراء" والتى من غيرها لا يمكن للشخص الدخول وسيتم حجزه فى " كرنتينة " بالمطار لمدة اسبوع فى حال عدم امتلاكه لها , حتى اذا سافر احد المسئولين لحضور مؤتمر متخصص يمكن ان يعول عليه السودان كثيراً عند وصوله المطار اذا لم يبرز البطاقة الصفراء سينبه بانه سيحجز لمدة اسبوع فى المطار وقد تكون مدة المؤتمر ثلاثة ايام فيضطر الشخص عندها العودة للوطن وبنفس الطائرة مما يكلف السودان قيمة التذاكر وغياب لمدة ثلاثة ايام عن العمل وضياع فرصة مشاركة السودان والاستفادة من المؤتمر.
▪️ يجب على الوفود التأكد التام من زمن المنشط و تاريخه ومدته حتى لايسافر الشخص ويجد المؤتمر او المنشط قد انتهى اجله وهنا نشير الى اهمية ادخال بعثاتنا بالخارج فى الصورة قبل وقت كاف لتسهيل حركة الوفود وتنظيم اعمالهم ومساعدتهم .
▪️ من الامور المهمة التى ينبغى الاهتمام بها بالنسبة لسفر الوفود للخارج امر تامين مقابلة الصرف للتثريات والمصروفات فعلى الوفود ان تاخذ معها المال المناسب والكافى للصرف على الاشياء المهمة ووضع احتياطى لعدم الدخول فى مضايقات فى الفنادق والتاخير من السفر وخلافه وكذلك الاهتمام بامر الهدايا والحوافز و الاكراميات للسائقين والعمال فى الفنادق والمرافقين وكذلك المسئولين وهذا الامر له اثره البالغ فى تسهيل مهمة هذه الوفود .
▪️ نذكر فيما يلي بعض النماذج لبعض الممارسات الشاذة "السبهلليات" لبعض الموفودين الرسميين في مناسبات خارجية :-
1- صنقرة وفدنا الرسمي تحت المنصة في ريوديجانيرو بالزي الوطني.
2- تخطي وفد دبلوماسي رسمي الخطوط الصفراء عند الوقوف لانتظار القطار في اثيوبيا.
3- صولات و جولات وزيرة الخارجية خلف و أمام رئيسي وزراء خارجيتنا و الفرنسي .
4- تلقائية و "البساطية الاحمدية" للسيد عضو مجلس السيادة امام القنوات الفضائية العالمية في حضرة سلطان عمان و ما ننسي "شيل الفاتحة" .
5- "كبسيبة" المرافقين للسيد رئيس الوزراء في احدي زياراته الخارجية في أوربا.
▪️ نصائح و توصيات و مقترحات هتاك اشياء مهمة يحب معرفتها و العمل بها بالنسبة للذين يرافقون مسئولا رفيعاً في زيارات خارجية نذكر منها :-
١- الملبس المناسب للمرافقين و الهندام و المظهر اللائق .
٢- كيفية الجلوس و كيفية مقابلة الكاميرات و اصلاح الهيئة العامة للشخص و حركاته و اصلاح ملبسه.
٣- كيفية التحرك أثناء حركة رئيس الوفد مع المسئول الذي يستضيفه .
٤- كيفية الوقوف أثناء وقوف رئيس الوفد مع المسئول الذي استضافه.
٥- كيفية الوقوف و الحركة أثناء مراسم التقاط الصور التذكارية .
٦- من المسموح له بالدخول قبل رئيس الوفد او بعده و كيف يتم ذلك .
٧- أثناء المؤتمرات الصحافية بين المسئولين الكبار اين يكون موقع المرافقين و من بينهم أحيانا وزراء (هنا اشير إلي حركة وزيرة الخارجية أثناء زيارة لحمدوك و كيف أنها صالت و جالت خلف المسئولين الكبار و هم يلتقطون الصور التذكارية).
٨- ما يسمح بحمله أثناء الرحلات و ما يمنع .(نلاحظ المرافق يحمل المظلة علي الممشي الاحمر و صوت حمدوك واضح قال :" مافي داعي ليها " ).
٩- لا بد من حمل نقود مناسبة للحركة و التسوق و الهدايا للسائقين و عمال الفنادق .
١٠- معرفة عادات و تقاليد و سلوكيات البلدان التي يودون زيارتها و متطلبات الدخول و الحركة .
١١- اللغات و ما ادراك ما اللغات .
١٢- معرفة طقس البلاد المراد زيارتها للتعامل مع الملبس و الصحة و الوقاية و المطعم .
١٣- حمل كمية كافية من بطاقات التعريف بالشخص او ما تسمي بطاقات العمل business cards.
١٤- ضرورة التنبه و التهذب في الجلوس و الحركة اثناء الاجتماعات و ترك السلوكيات غير الحميدة مثل إدخال الأصابع في الأنف و الاذن و "حك" أجزاء من الجسم و البصق خاصة عند مرور كاميرات التلفزة .
١٥- مراعاة الحالة الصحية لاعضاء الوفود الرسمية.
١٦- اختيار احد اعضاء الوفد ليكون رئيسا عنهم اذا كانوا جماعة.
١٧- التنسيق مع بعثات السودان بالخارج .
✅ من خلال ما نشاهده يوميا في وسائل الاعلام المختلفة نلاحظ أن الذين يتحلقون حول دولة رئيس الوزراء سواء كان داخليا أو في اسفاره اذا كان يعقد مؤتمرا صحفيا مع كبار المسئولين من بلدان اخري كانوا ضيوفا هنا أو كان سيادته ضيفا في بلدهم ، نلاحظ أن هؤلاء أو أغلبهم يفتقرون إلي بعض الاصول في التعامل اللائق مع زيارات و انشطة السيد رئيس الوزراء .
اتمني ان تكون هناك جرعات تدريبية للمرافقين من المراسم و الامن و مدراء المكاتب و السكرتيرين و السائقين ، و حتي الوزراء الجدد .
حسن التعامل عندما يكون دولة رئيس الوزراء في مقابلة أو مؤتمر صحفي مع مسئول و يكون هناك حفل لالتقاط صور تذكارية بين المسئولين فإن المعتاد و المعروف أن الخلفيات اما ان تكون شعارات البلدين او الاعلام او مدخل مبني تتم فيه الاستضافة او شعار لوكالة تم فيها المؤتمر الصحفي ، و في هذه الحالات يجب علي المرافقين الابتعاد تماما عن المسئولين .
لكن للاسف الشديد "يتكابس" مرافقي السيد حمدوك حوله و هو مع المسئول حتي ان المشاهدين للقنوات الفضائية لا يستطيعون معرفة من هو رئيس الوزراء .
✅ فى الختام نقترح على القائمين على الامر فيما يختص بالوفود الرسمية انشاء جهاز يعنى بتدريب الموفودين فى مهام رسمية وشعبية , يقوم الجهاز بعقد الندوات وورش العمل والسمنارات واصدار النشرات للوفود الرسمية قبل السفر على ان لا يستثنى من ذلك كبار المسئولين علي ان تشمل هذه الندوات التمكين من اللغات و التنوير بالمعلومات الاساسية عن البلدان ومعرفة عاداتهم وتقاليدهم و كيفية الاهتمام بالمظهر العام والهندام والاتيكيت.

"مدنيااااو" قصة الثورة المسروقة

الي متي يظل مأذقنا متواصلاً

  [الي متي يظل مأذقنا متواصلاً؟] [مزاحمة المواطنين للمتقاتلين هل هي "سبهللية"] ▪️مرات عديدة قمنا بتغييرات سياسية في بلادنا ونفخر د...