(( رحلتي راجلا من مستشفي يستبشرون الي مستشفي شرق النيل))
الخميس ١٦ اغسطس اليوم الذي هطلت فيه الأمطار بشدة كان لدي مقابلة في مستشفي يستبشرون لعمل صورة مقطعية بعدها اديت صلاة العصر في مسجد المستشفي و استلمت بعض الأدوية من صيدلية المستشفي و التي تبعد من الباب الرئيسي حوالي ١٥ متر الا اننا تعبنا للوصول إليها لان الحجارة التي يبدو أن إدارة المستشفي وضعتها كجسر للمرضي يعبرون به من المستشفي الي الصيدلية كانت قليلة و متباعدة لان المياه تغطي الطرق و قد صادفني احدهم وسط الجسر و لما كانت الحجارة لعبور شخص واحدا فقط فكان أما أن نتقابل بالاحضان أو يدخل أحدنا المياه القذرة فكان ان تقابلنا لكن للاسف كان الرجل يتحدث بالموبايل فوقع منه في المياه و أراد أن يأخذه و اردت مساعدته فكان أن دخلنا كلانا في المياه و وقع الموبايل ، هذا هو أول حدث في مشواري الذي قررت أن امشيه من مستشفي يستبشرون الي مستشفي شرق النيل لعدة أسباب ، بعد خروجي من الصيدلية اتجهت شرقا و كان الطريق وعرا رغم السفلتة توجد بعض الحفر و المنهولات فوجب علينا التحسس لان المياه كثيرة و اكتظاظ السيارات و تراصها و كثرة المشاة و المياه .
عبرت شارع عبيد ختم و اتجهت بشارع مستشفي مكة بالارجل الي شارع الستين ثم شمالا الي تقاطع المشتل ثم شمالا الي تقاطع اوماك و هنا تبقي لصلاة المغرب حوالي عشرون دقيقة و لانتظار صلاة المغرب تجولت امام المسجلة وجدت جالبي علف خراف الأضحية قد بدأوا وضع الشوالات و الاكياس و اواني المياه لسقيا الخراف و ذلك شمال المسجد ايزانا ببدء موسم "توسيخ " شوارع العاصمة بالاعلاف و فضلات الخراف و الجلود و " كبير اخوانو" التي ستنتشر في شوارع المدينة الأمر الذي لا يوجد له مثيل في مدن و عواصم العالم الا لدنيا فهناك يتم تجهيز حظائر خارج المدن تكون مهيأة بطريقة منظمة و نظيفة تراعي حقوق الإنسان و حقوق الحيوان و حقوق الاوطان .
بعد أداء صلاة المغرب تحركت الي شارع كبري المنشية حيث الضوضاء و الازدحام و الحركة و صلت كبري المنشية و كان المشي بالارجل اسرع من استخدام المركبات ، من أعلي كبري المنشية نظرت يمينا و يسارا و تأملت اولا حال الأهل هناك في المناصير بين شرق النيل و غربه و أقول ما الذي يمنع أولئك من كبري مثل هذا مع ان هؤلاء يروحون و يرجعون بدون تقديم عمل او هدف و أولئك أهل القري ربما علي الأقل يحرسون ارضهم و يرضون بما قسمه لهم ربهم ، كذلك نظرت في شارع النيل و المراكب و المحلات التي شيدت و غطت منظر النيل و طبعا المعتمد و ناس المحلية يعتبروا نفسهم "قلبوا الهوية " بهذا الزخم و الورم و يتحدث الوالي عن استيراد المزيد من المركبات لحل ضائقة المواصلات و لا يدري أن حل ضائقة المواصلات لا يحتاج الي تكاليف و إنما خطط و إدارة و فكر .
النيل يمتد شرقا و غربا من سوبا الي الحلفايا فتقوم الولاية بتركيز الكورنيش و ستات الشاي في منطقة لا تزيد عن ال٥٠٠ متر حوالي كبري المنشية فياتي الناس من نواحي الولاية المختلفة بعرباتهم و بالترحيل جماعات و أفراد للاستمتاع و الجلوس في هذه المنطقة الضيقة فهذا جزء من أسباب اكتظاظ العاصمة و صعوبة المواصلات و الترحيل و الحل سهل بعمل شارع نيل و كورنيش علي طول شرق و غرب النيل يمكن أن يكون بتمويل من جهاز الأمن و المخابرات الذي يمول ناديين بمبالغ ضخمة واحد يغطي النيل و منظره و الاخر في كوبر .أمر آخر تذكرته و هو سبب صعوبة المواصلات و يتمثل ايضا في تكدس و تمركز الأنواع المختلفة للخدمات و السلع في عمق المدينة لماذا بالدارجي كدة :
# الدائر صعوط يجي السوق العربي ،
# الدائر مركوب يجي السوق العربي.
# الدائر كتاب يجي السوق العربي ،،
# الدائر سم فار يجي السوق العربي ،،
# الدائر عراقي يجي السوق العربي ،،
# الدائر يطبع كروت يجي السوق العربي ،،
# الدائر موبايل يجي السوق العربي ،،
# الدائر بلح يجي السوق العربي ،،
# الدائر يطبع يجي السوق العربي ،،
# الدائر يحجز في طيارة يجي السوق العربي ،،
# الداير دولار يجي السوق العربي
# الدائرة الدهب تجي السوق العربي ،
# خصصوا الاسواق ،،
# شغلوا البنوك لعمل اسواق خاصة لكل فئة و تقوم البنوك باسترداد اموالها يوميا من العاملين بهذه الاسواق ،، بدل العمل في المضاربات ،،
# انقلوا ورش الحدادة و الميكانيكا الثقيلة من وسط المدن ،
# انقلوا البضائع الي مخازن في أطراف المدن و عند الطلب يلتزم التاجر بالترحيل للمواطن بدلا من تكديس البضائع الكبيرة و الأثاثات و خزانات المياه و المولدات في الشوارع داخل اعماق المدن ، اذا قمتم بهذا التنظيم ستحل مشكلة الاوساخ و القمامة تلقائيا ،،
# سيذهب الباعة الجائلون تلقائيا،
# سيذهب المتسكعون تلقائيا،
# ستسهل عمليات النظافة و تقل القمامة و النقل و المواصلات .
قبل وصولي الكبري و ما بين شارع الستين الي شارع الكبري الي الكبري نفسه كنت أخشي ان تسقط علينا واحدة من هذه الغابات من اللافتات العشوائية غير المنظمة و التي غطت الشوارع و غيرت الملامح و حتي في محتواها غير جيدة كان ذلك في المادة الكاذبة او اللغة غير الرصينة او نشر اللغة الدارجة التي اصبح الصغار يعتادون عليه و كأنها لغة كتابة ، عمال الجبايات من المعتمدين الي المديرين التنفيذيين الي الموظفين الي المتحصلين طبعا لا يفهمون معني نظام او سياحة او حتي بيئة فكان بامكانهم توجيه اصحاب شركات الاعلانات بدلا من لافتات كبيرة ضخمة ان تكون لافتات جانبية في شكل مظلات مثل التي شيدتها كوكاكولا منها يستظل المواطن من الزمهرير حتي لا ينظر بغبن للمسئولين و هم يوقفونهم لتمرير مواكبهم و منها تكون اعلانات و شكلها جميل و منظم .
عبرنا كبري المنشية بحمد الله و عبرت معنا مجموعات منهم عبور سياحي " بحبحة" اوقفوا سياراتهم للنزهة و الرياضة و الجكة ، و اخرون عبروا "بالدرداقات" التي فيها ما لذ و طاب من الفول السوداني و الدوم و القنقليز و الكبكبي و النبق و التسالي و بعض البسكويتات ، و اخرون ربما لم يجدوا وسائل نقل لأسباب مختلفة ، طبعا اثناء السير في اعلي الكبري نتوقف علي السياج للراحة و الاستجمام و كتابة نقاط و ملاحظات و خواطر و مذكرات .
عبرنا الكبري و في جانبه الشرقي تقابلنا اللافتات الضخمة غير الجيدة الصنع و التي شيدت بدون ادني نوع من المواصفات و قد كان ما كان منها العام الماضي ايام الاهوية و الأتربة .
في نهاية الكبري و جدت علي جنوب الكبري و شماله طريق مشيد منذ اكثر من ثلاثة سنوات الا انه علي مايبدو شُيد بدون هدف بالتراب الحمراء ذلك الشارع الذي كان بامكانه تقليل زحمة السير في ملتقي طرق شارع الوالي و ام دوم و الحاج يوسف ذلك بتخصيصه لنزول سيارات الجريف و ام دوم و العيلفون فيخف التزاحم اما المسجد و المستشفي " لكن النصيحة دي نقولا لي منو ، الله غالب " ،
قبل وصولنا الي مستشفي شرق النيل لاحت لنا من البعد غابة من اللافتات حوالي 12 لافتة تغطي مسجد شرق النيل ذلك المعلم الذي ينبغي ان يبان من البعد كمدخل يوضح محلية شرق النيل كما يحدث في مداخل المدن في العالم .
وصلنا مستشفي شرق النيل و ما ادراك ما مستشفي شرق النيل ذلك المبني الذي شُيد قبل أعوام قليلة و سلم في غاية الروعة من مباني و ساحات و تهوية و مداخل و مخارج بمواصفات عالمية تراعي انسياب الهواء و الرياح من الشمال الي الجنوب و المنافذ لذلك الامر ،، في البدء هناك أربعة لافتات ضخمة تغطي واجهة المستشفي لو تقدمت الي جائزة جينيس لنافست كأكبر لافتات في العالم ، لقد تم و للاسف تدمير او قل تغييب المبني و الجمال و هم يظنون انهم " قلبو الهوبة" بمباني غيرت الشكل و غيرت الملمح و خربت المنافذ و أوقفت انسياب التهوية و الرياح و صارت العنابر و العيادات و كأنها مغلقة تماما و هي مستشفي ، تم وضع مبني ضخم ملتصقا بالمبني القديم .
انتهت الرحلة .