ابشروا يا من
" نجيتم" من الكلاب الضالة فالجميعابي جزاه الله خيرا في انتظاركم
تطالعنا صحف الإثارة و في صفحاتها التي تسمي (المجتمع) تطالعنا يوميا
بالاخبار الكثيرة و المخيفة عن الاطفال حديثي الولادة الذين وجدو هنا و هناك ..
و ربما يكون هناك إعداد اخري
لا تذكر في هذه الصحف منها ما ذكره لي أخ صاحب مشتل حيث قال أنه عند حضوره مبكرا
لمشتله سمع صراخا بين الزهور و الورود و الشتول و بقايا أوراق الشجر فتفاجأ بطفل
حديث الولادة قام بالاتصال بالشرطة التي تحركت و استلمته و اتخذت الإجراءات ..
تفاكرنا حول الأمر و أسبابه و مسبباته و طرقه و كيفيته و وسائله و
زمانه و مكانه ..
فكان الحديث عن التعالي و التباهي و الإسراف في الأفراح و عزوف الشباب
عن الزواج كأحد المسببات و هناك اسباب كثيرة اخري ..
بالخوض في هذا السبب اي التعالي و التباهي و الإسراف في الأفراح ..
صورت مشهد حضوري مناسبة زفاف في احدي الصالات ..
و الزخم قد عم أرجاء الصالة ، ،
والضوضاء قد انتشر هنا و هناك ، ،
و الصالة تبهرجت و تزينت بالألوان المتعددة و الاضواء المتمددة ، ،
و الملابس الساترة انزوت ، ،
و الآخري الفاضحة اشرأبت ، ،
و الثالثة غير المعروفة صالت و جالت ،،
و فتياتنا ليس لهن نصيب من الحياء .. لا ذنب لهن .. يجبرونك علي
الحياء .. إلا أنهن يحيونك و باسمك أحيانا لكنك لا تعرفهن ، ، رغم أن بعضهن تربطك
بهن بعض الصلات ، ،
فقد غيبتهم المستحضرات الطبية و التبييض ، ، بكيميائها و أعشابها ، ،
و الزومبا و الكيرياتون .. فصاروا مسخا ، ، و هم يظنون انهم يحسنون صنعا ،،
و الاصوات تعلو تارة و تنخفض اخري ، ،
و يبدأ المغني ، ، و الاغاني ليست كما كانت ، ، فقد غيبها التقليد غير
الموفق ، ،
كل هذا يحدث علي عينك يا تاجر
.. لا يهم .. طالما ان التاجر قبض .رسوم التصريح !!
و اخيرا و لا حول و لا قوة
الا بالله من اخيرا ..
ال دي جي .. فاالاصوات تزداد صخب و ضجيجا تكاد معه الاذنين ان تتفجر
،،
و تزداد الاضواء توهجا و بريقا .. فتارة احمرارا و اخري اصفرارا و البنفسج بينها تلألأ يصيب الأعين الما ,,فتشعر و كان الشمس قد اقتربت منا ،،
و تختلط الأجناس تتداخل فلا تعرف من الأنثى و من الذكر ، ، حتي
الجلباب و العمائم لم تسلم ..
نعم كل هذا تشاهده غصبا عنك ..
ذكرت ذلك لأحدهم فيقول أحمد
الله ، ، انك في نعيم ..فآخرون يشاهدون العريس يقبل العروس عيانا بيانا و الكل في
سكون وحيرة ..
الاب يتجمد دمه بالقرب من ابنته و الاخ تغيب احاسيسه و هو بالقرب من
اخته ..
هي تجارة تقدمها شركات الترويج و الإعلان و الفن و الديكور .. فتصنع
الثقافة و تجربها في فتياننا و فتياتنا الهائمين . الحائمين .. الفقراء المساكين
..
و إكمالا للمشهد . . و بالخارج الهدوء يسود المكان ، ،
و الذي ينذر بالعواصف التي تثور .. ربما بعد شهور تسع أو أقل ..
هناك أمجاد تقف في زاوية بعيدة ينبعث منها ضوء خافت ..
و ركشآت تتحرك و اخري تنتظر ..
و سيارات مظللة بداخلها اناس تجمدت دماءهم ،،
و خشعت اصواتهم ، ، ،
فلا تسمع لهم إلا همسا ، ، ،
ولا تري لهم إلا ظلا ظليلا ..
فقط صوت محرك السيارة، ، و يرتفع احيانا و ينخفض مع حركة تكييف العربة
..
الناس بداخلها "" طقسهم أوربي "..
و صاحب الهمر يتبختر و حوله
صبية مفتولي العضلات لهم رأيهم يتحدثون بلغة لا نفهم منها إلا قليلا من عملات
اجنبية و تأشيرات عالمية و خطوط جوية ..
تنتفخ اجفانهم من النوم الكثير و تبدو علي اشكالهم الراحة و الدعة و
برغم نومهم و تعطلهم لا تستطيع أن تعرف ماذا يعملون و ما هي وسيلة كسبهم ..
الحادية عشر تماما ..
رفع صاحب الإيقاع يده ..
و عطل صاحب الساوند سيستم جهازه ..
و بدأ آخرون في جمع أسلاك
التوصيلات ..
هي الحسنة الوحيدة التي صارت كخضراء الدمن بين سوءات السلطات المحلية
الكثيرة ..
|
عندها تم تخفيض الاضاءة ..
فانتشر البعض إلي سياراتهم
الخاصة ..
و آخرون الي الترحيل الجماعي
الذي ربما دفع حقه العريس ..
و آخرون اتجهوا نحو المواصلات العامة ..
و هناك فئة تجمعت و جلسوا ينتظرون ذويهم الذين انزلوهم و ذهبوا لشانهم
وعدوهم بالحضور بعد نهاية الحفل ..
علي كل ..
انتشر الناس ..
لا آدري الي اين ذاهبون .. ربما الي بحري .. الثورة .. الكلاكلة و و و و..
الي المايقوما ..
الدار العامرة من نتائج و خلاصات هذه الركشات و الامجادات و العربات
المظللة و ال دي جي ..
و أقول للفئة التي لا ذنب لها الفئة التي تزداد يوما بعد .. الفئة
التي لا يسأل عنها احد ..
أقول لهم :-
ابشروا اذا " نجيتم" من الكلاب الضالة .. فالجميعابي جزاه
الله خيرا في انتظاركم .. نعم..
اخيرا انتهينا و عدنا الي ديارنا فقد ارضينا مخلوقا و جاملناه لكنا
اغضبنا الرب و عصيناه .. استغفر الله ..
|