Translate

2020/02/09

وسائل الإعلام الحديث (ما بين مطرقة القحاتة و سندان الزحافة)


في البدء اقول ان رأيي و فكرتي عن الاعلام الحديث و التي تمخضت عن تجارب و بحوث و قراءات و اطلاعات كثيرة و ممتدة لسنين طويلة هي أن :-
( وسائل الإعلام الحديث كاذبة و مفبركة و مضللة ، ما لم يثبت العكس بواسطة الادلة و البراهين و المستندات ) .
يعني "بالدارجي كدة" انا ابداً لا أندهش عندما أقرأ موضوع أو اسمع مقطع صوتي أو أشاهد مقطع فيديو أو صورة من الوهلة الاولي ، و ربما اعمل بما يتضمنه المثل المصري " يا خبر بفلوس" ، بمعني اني لا استهلك "حيزا من احاسيسي" أو ازيد من "ضربات قلبي" أو أرفع "حجاب الدهشة" بمجرد ان احدهم يجلس بالقرب من "ست شاي" و يكتب أو يسجل صوتا يخوض في مصير امة او دولة .
🔴 رشح في وسائل الاعلام مقطع صوتي لشخص يتحدث بنبرة خافتة عن موضوع توقف الخط الناقل للنفط و حمل المسئولية لما أسماهم الدولة العميقة " الكيزان" ، و ان الشركة التي تقوم بالعمل يسيطر عليها "الكيزان" لذلك قاموا بهذا العمل لضرب الحكومة .
في الجانب الآخر تداولت الأقلام الأخري المحسوبة علي "الكيزان" مكتوبا يزعم أن السبب في توقف الخط الناقل هو عمليات "التمكين" و أن الشخص المسئول الذي تم فصله و تعيين آخر محله كان مؤهلا و أن من اتي خلفه ضخ النفط بدون معالجات فنية معينة لذلك توقف العمل .
طبعا "القحاتة" يؤيدون صاحب المقطع الصوتي و امتلأت الاسافير بتعليقاتهم و اتهاماتهم " للكيزان" . في الجانب الآخر ، و المؤيدون لصاحب المنشور المكتوب ايضا امتلأت الأسافير بكتاباتهم التي يتهمون فيها عمليات "التمكين" و فصل الكفاءات و ان الاسباب هي هذا الذي يحدث من استبعاد المتخصصين و استبدالهم ب"قحاتة" غير مؤهلين "علي حسب وجهة نظرهم" .
لقد انقسمت منشورات الاسافير للاسف الشديد إلي فرقتين و كلاهما متشددة و كل واحدة تتهم الأخري و كل واحدة تؤيد مجموعة أو شخص معين و تجعله منزهاً عن الأخطاء حتي انك اذا نقدته في شيء "تقوم قيامتك" .و حتي لا يغضب من يقولون انهم "الكثرة" و الآخرون "القلة" ، اقول اني ذكرت فرقتين و ان "الفرقة" يمكن أن تكون شخص واحد أو شخصين في موقع الكتروني او صفحة علي "فيسبوك" او "مدونة" بالانترنت ، لذلك من يعتقد أنهم الأغلبية فمن حقهم "الاعتقاد" ، لكن من حقي و حق كل مراقب أن يبين رايه عن الذي يحدث في الاسافير ، اما الوضع الحقيقي في الشارع و في المدن و القري "دة امره برااااه" ، فحديثي عن ما يدور في وسائل الاعلام الحديث فقط.
في تقديري نحن لدينا حكومة و نظام دولة مسئول سواء كان جاء هذا النظام غصبا عنا "زحافة" أو برضاءنا "قحاتة" ، فعلينا أن ننتظر تحقيقاته .
لا بد من تضافر الجهود ،، مواطنين و مسئولين لنعبر الي بر الأمان ،، كل يقوم بعمله وفق اختصاصه و امكانياته و حدوده ،، نترك الطاقم الوزاري لينفذ المهام التي أوكلوا بها ، و لا نشوش عليهم ،،
🔴 للقحاتة :-
طالما اننا ارتضينا المدنية (( مدنيااااو)) فيتوجب علينا ان نحترم ما تعنيه هذه المدنية من مفاهيم و قيم و معاني فهي ليست كلمة للهتافات فحسب بل هي شعار فرض نفسه , هي شعار الحرية و التغيير المليء بالمعاني والقيم ، مثلا اذا تناولنا كلمة "التغيير" فقد جاء في قاموس المعاني ان معناها "استبدال" الشيء و بمعنى اخر التغيير هو "الاِسْتِغناء" عن شَيء واسْتِبداله بشَيء آخر , فكيف نستبدل شيء و تأتي بمثله في السلوك و العمل و التكبر و الديكتاتورية ، و المليونيات و الوقفات الاحتجاجية و التي تعطل العمل و ربما تؤدي إلي إسقاط النظام الذي تؤيدونه فتدخلون البلاد في دوامة اخري ، و قد قال سبحانه و تعالي : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) - سورة الرعد الاية رقم11.
اذن ربنا سبحانه و تعالي هو الذي بيده قوة التغيير لكن هناك اشتراطات وضعها حتي يفرض ذلك التغيير علي امة من الناس , و التغيير اما الي الافضل و الاحسن او بالعكس الي الاسوأ , و ذلك حسب ما تقوم به الامة من تغيير في حالها , فاذا كانوا في حال سيئ و عملوا علي اصلاح حالهم فان الله سبحانه و تعالي سيغير ما بهم الي الافضل و هو الذي لا يخلف الميعاد , و العكس اذا كانوا في حال جيد فساء اعمالهم فان الله سيغيرهم الي الاسوأ و ذلك فضلًا منه سبحانه ومن هذا قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ ما بِأَنفُسِهِمْ) - سورة الأنفال الاية رقم 53. فالعبد عنده أسباب وعنده عمل، وعنده إرادة وعنده مشيئة، ولكنه بذلك لا يخرج عن قدر الله ومشيئته.
🔴 للزحافة :
اللوم يقع عليكم ، ربنا سبحانه وتعالى أعطاكم الملك وامسككم بزمام الامور و كنا ننتظركم لانقاذ بلادنا لكن للاسف الشديد ما لبثتم ان بدأتم تسيئون ادارة الحكم و تتنازعون آلياتها فصرتم فرقا وطوائف تتنازع من أجل السلطة فاحتار الشباب و هام و لم يستطيعوا تحديد وجهتهم التي ينبغي اتباعها ، و قمتم بالدفع بدراويش السياسة وعبدة الحكم وتحميلهم المسئولية فخابوا و فشلوا و قد صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال لمن سأله عن الساعة: «إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» -رواه البخاري ،و لعلها كانت ساعة زوال نظامكم إذا أنزلنا هذا الحديث إلى واقع نظامكم في أيامه الاخيرة.
صلاح الدين حمزة

"مدنيااااو" قصة الثورة المسروقة

الي متي يظل مأذقنا متواصلاً

  [الي متي يظل مأذقنا متواصلاً؟] [مزاحمة المواطنين للمتقاتلين هل هي "سبهللية"] ▪️مرات عديدة قمنا بتغييرات سياسية في بلادنا ونفخر د...