Translate

2010/11/30

الإعلام الرسمي والتمادي في الأوهام

الإعلام الرسمي والتمادي في الأوهام
المتابع لمكونات الإعلام الرسمي من صحف وتلفزيونات واذاعات وناطقين رسميين ، يجد أنها في الفترة الأخيره صارت تعمل في إتجاه واحد هو التعبئة نحو ما يسمي بالوحدة الجاذبة ،والذي يثير الدهشة والحيرة أن التعبئة موجهة إلي الذين ليس لهم علاقة بعملية الإستفتاء ، فالإستفتاء هو حق حصري لمجموعة معينة لذلك ينبغي مخاطبتهم ولهم الخيار في القبول أو الرفض لكن غيرهم يجب أن يبصروا وتتم توعيتهم بالاحتمالات الواردة بعد تسعة يناير , فهناك إحتمالان إما أن يختار أصحاب الحق المواصلة في الوحدة ، وفي هذه الحالة يكون الإعلام الرسمي قد قام بواجبه كاملاً في تهيئة الأمة لهذا الخيار ، الإحتمال الأخر أن يختار أصحاب الحق الأنفصال وأنشاء دولة جديدة وبالنظر إلي هذا الإحتمال لابد من طرح السؤال لأرباب الاجهزة الأعلامية الرسمية ماذا أعددتم لهذه الفرضية؟ أي هل قمتم بتهيئة الأمة وتعبئتها لكافة الفرضيات ؟.
في حال إختيار أصحاب حق الاستفتاء الخيار الأول وهو الوحدة فإن الأمور ستظل كما هي ولن يحدث تغيير وسنواصل في دوامتنا التقليدية والتي يعرفها الجميع ، أما إذا أختاروا العكس فعندها ستتغير كل الأمور وهنا ينبغى على الاعلام الرسمى أن يضع التحوطات اللازمة وأعني هنا التهيئه المناسبة للظرف المناسب وهو ما لم يحدث من جانب الإعلام الرسمي حتى كتابة هذا المقال ، فالإنفصال لايعني فقط الثروة والبترول والأرض والشعب , فهناك الكثير المثير الذي يجب أن يوضع في الحساب والذي يجب أن يبصر به الناس ، إذا تقاسمنا الثروات وذهب البشر كل إلي جهته ، ما بال الأرث التاريخي والثقافي والإجتماعي والمتعلق بالاعلام سواء كان المقروء أو المرئي أو المسموع أو المتداول في الحكاوي والقصص والمعاملات هل ستظل شاشاتنا واذاعاتنا مليئة ببرامج وثقافات الدولة المجاورة أم سيتحرر أعلامنا .. أم ماذا .. هل هناك خطة وضعها الإعلام الرسمي لمستقبل دولتنا الجديدة بعد الاستفتاء اذا كان اصحاب الحق اختاروا الانفصال ؟ .
الكثير من مكونات الإعلام الرسمي تخاطب الأمة وكأنها هي المعنية بالاستفتاء مع أن أصحاب الشأن والحق بعيدون كل البعد عن تأثيرات التعبئة الأعلامية التي تقوم بها هذه المكونات ، علي سبيل المثال في إحدي الاذاعات المملوكة للدولة نسمع يومياً أحد الشعراء الذين يجيدون استخدام شعر الرباعيات أو كما يسميه أصحابه (الغناء والدوبيت) والذي من الصعوبة بمكان أن يفهمه الكثير من الناس غير أصحابه فتجد الشاعر يصول ويجول( ...... ) وكأن الذين سيستفتون هم أهل البطانة ! , علي الأعلام تطمين جماهير الأمة عن ما سيحدث اذا لم يكن الاستفتاء نزيهاً وشفافاً ولو اننا علي يقين أن الذي حدث في الانتخابات الأخيرة في الجنوب هو نفسه الذي سيحدث في الاستفتاء بغض النظر عن النزاهه والشفافية (الفي إيدو القلم ..) ، لكن عندما يتحدث الإعلام عن مآلات الأوضاع في حالة عدم الشفافية والنزاهة يجب عليه أن يعلم أن الجماهير ليست الجماهير التي كان يتم تسييرها بالإعلام الموجه .. فالاعلام الان ليس ملكا لاحد ولا يستطيع احد ان يسيطر عليه ,, ولن تكون هذه الجماهير في حيرة من مثل هذه الأمور كما كان يحدث بالسابق لأنها تعي تماماً وتدري تماماً وتتيقن تماماً بالنتائج الخاصة بالاستفتاء ولايشك أي صاحب بصيرة بأن الذين يروجون لما يسمي بالوحدة الجاذبة هم أيضاً يعلمون تماماً بما ستكون عليه النتيجة.
هرولة الإعلام الرسمي غير المبررة بشأن الوحدة الجاذبة (في الزمن الضائع) تذكرني بالطالب الذي ظل طوال العام متغيباً عن الدروس والمذاكرة وعندما تبقي للأمتحان اسبوع بدأ في المذاكرة ... وعلي العكس فإن إعلام الطرف الأخر ظل يستذكر مع قاعدته طوال الأعوام الماضية ما يطرحه لهم حتي أن الكثير من الناس يتحدثون وكأن الانفصال قد حدث بالفعل والاستفتاء سيكون فقط لإكمال الاجراءات والتسليم والتسلم .
اخيراً .. يتوجب على الاعلام الرسمى بدلاً من تضييع زمن الامة واموال مواعينها الاعلامية ان يعدلوا على الاقل فى الطرح و نهيئة الامة وتنويرها بكافة الاحتمالات لتكون على بينة من امرها ولا تفاجأ بغتة بما لم تنبأ به مسبقاً .
صلاح حمزة / الخرطوم

"مدنيااااو" قصة الثورة المسروقة

الي متي يظل مأذقنا متواصلاً

  [الي متي يظل مأذقنا متواصلاً؟] [مزاحمة المواطنين للمتقاتلين هل هي "سبهللية"] ▪️مرات عديدة قمنا بتغييرات سياسية في بلادنا ونفخر د...