Translate

2018/10/01

تحقيق اهداف التنمية المستدامة ، بين مطرقة السلطان و سندان العادات و التقاليد

(( تحقيق اهداف التنمية المستدامة ، ما بين مطرقة السلطان و سندان العادات و التقاليد ))
اهداف التنمية المستدامة والمعروفة رسميًا باسم تحويل عالمنا وهي عبارة عن مجموعة من 17 هدفًا وُضعت من قِبل منظمة الأمم المتحدة وقد ذُكرت هذه الاهداف في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 سبتمبر2015 وأدرجت أهداف التنمية المستدامة ال 17 في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ، و ذلك لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع. وتتصدى هذه الأهداف للتحديات العالمية التي نواجهها، بما في ذلك التحديات المتعلقة بالفقر وعدم المساواة والمناخ وتدهور البيئة والازدهار والسلام والعدالة. وفضلا عن ترابط الأهداف، وللتأكد من ألا يتخلف أحد عن الركب، فمن المهم تحقيق كل هدف من الأهداف بحلول عام 2030.
هل نحن جاهزون ؟.
بالطبع ان الحكومات لا يمكنها لوحدها القيام بهذه الاهداف في هذه الفترة المذكورة لذلك أكدت كافة المواثيق و المذكرات و اللقاءات الاممية علي ضرورة الشراكات بين الحكومات و منظمات المجتمع المدني و كذلك المواطنين و ذلك للتعاون فيما بينها و كل يقوم بما يستطيع القيام به لتتكامل الجهود و يكتمل العمل و تتحقق الاهداف المنشودة في الفترة المحددة .
هناك معوقات تقف في طريق تحقيق أهداف التنمية المستدامة و تتوزع هذه المعوقات بين الحكومة و المواطنين ، تتمحور المعوقات الحكومية في أمرين أولهما سوء الادارة في الجهاز التنفيذي و الثاني الظلم الذي ينتشر في الدور الحكومي سواء كان علي مؤسسات الدولة او علي مواطنيها ، سوء الادارة يبدأ من عدم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب اي عدم الاهتمام بالكفاءات في التوظيف الامر الذي أدي الي تدهور دولاب عمل الخدمة المدنية في الدولة و بالتالي عدم تمكن الدولة من ادارة امكانياتها المتاحة بنجاح و تخبطها و تنقلها بين النظريات المختلفة في كيفية إيجاد الحلول للمشاكل و عدم وضعها دراسات واضحة تتعامل معها مع عدم وجود احصائيات و معلومات للرجوع اليها و توفير ما يناسبها من خطط .
عدم توفر العدالة في توزيع الثروات أدي الي بروز مشاكل و احتقانات و انتشار الفقر و هروب المواطنين من مناطقهم و نزوحهم الي مناطق اخري و تغرب الكثير من الكفاءات و الشباب المناط بهم التنمية و الإعمار .
لذلك اذا كان احد أطراف الشراكات في التنمية المستدامة متعطلا لأسباب معلومة فان ذلك من شانه ان يعيق عملية تحقيق الاهداف في الفترة المحددة ما يعني عدم التمكن من اللحاق بالأمم .
للاسف الشديد و كما ان الدولة تقف عائقا فان الناس ايضا بعاداتهم و تقاليدهم و سلوكياهم غير الحميدة يقفون سدا منيعا امام التطور و النماء ، و حتي نتمكن من العمل لتحقيق الاهداف المنشودة لا بد من مراجعة العادات و السلوكيات غير الحميدة المنتشرة بيننا والاستفادة من تجارب وخبرات الدول التى نهضت ونمت , و هناك تساؤلات مهمة لا بد من الإجابة عليها :
· هل سلوكنا وتفكيرنا وتعاملنا مع قضايا العصر المعقدة والمتسارعة يتناسب مع التحديات التى تواجهنا ؟.
· هل سلوكنا على مستوى ما يجرى فى دول العالم من حولنا ؟.
· كيف يمكننا مقابلة هذه التحديات وماذا اعددنا لذلك ؟.
· هل سيتقبل المجتمع التغيير ولا يتمسك بالقديم ؟.
· هل سيحارب المجتمع السلوك و العادات غير الحميدة المنتشرة بين افراده ؟.
· كيف سنستفيد من تجارب الدول والمجتمعات التى سبقتنا فى التطور والنهضة؟.
· اين نحن من المظاهر الحضارية الراقية التى ساعدت فى تطوير المجتمعات وحماية افرادها وعملت على التواصل بين اجيالها ؟.
و لا يمكن الإجابة علي هذه التساؤلات الا اذا اجتاحت بلادنا ثورة .. ليست ثورة جياع كما يقولون لأن ثورة الجياع ستدمر مابني نحن نحتاج الي ثورة أفكار ثورة مفاهيم ثورة ثقافية ضد العادات و التقاليد و السلوكيات التي أودت ببلادنا الي المهالك ..
نحتاج الي ثورة تغير مفهوم الحكم ..
نحتاج الي ثورة في كيفية ادارة البلاد ..
نحتاج الي ثورة في كيفية اعداد واختيار القادة ..
نحتاج الي ثورة تقتلع و تغير المفاهيم التي بنيت علي السذاجة و الغباء و الجهل ..
كيف بنا أن نبني وطنا أمثاله تقول " ضل الضحي يطول العمر" .. والتي تعني أنه علينا الخلود الي النوم في وقت العمل ..
نريد ثورة تغير المفاهيم فيما يتعلق بوضع الحاكم و من هم الذين يجب أن يكونوا حوله .. مفكرين .. خبراء .. علماء .. ام رجرجة تفتح له باب السيارة و تؤانسه .. و تؤمن له المكتب والمنزل .. و تبعده عن الواقع و عن الحقيقة ..
مشكلتنا أن قادتنا سواء كانوا في الحكم او المعارضة .. للأسف تسيرهم الأعراف .. العادات .. التقاليد .. المجاملات .. السلوكيات .. للأسف كذلك يسيرهم من هم حولهم .. من .. مراسم .. امن رئاسي .. مدراء مكاتب .. سائقين .. زوجة ثانية ... أبناء زوجة أولي
.. إذن ... لم ... و لن ... يتغير حالنا الي يوم القيامة .. فقد خلقنا لنكون هكذا .. سودانيون الي يوم القيامة ..
نحن والحضارة والرقي و التقدم في خطوط متوازية لا تلتقي ابدا ..
قصة مهمشين وآخرين يسيطرون علي ثروات البلاد هذه افتراءات أو تخيلات ربما تنتهي بثورة جياع تبطش وتغير أنظمة ... و تشبع رغبات وقتية و عندما تفوق و تصحو تجد أن الغلطة كانت ثورة جياع وليست ثورة فكر وثقافة.

"مدنيااااو" قصة الثورة المسروقة

الي متي يظل مأذقنا متواصلاً

  [الي متي يظل مأذقنا متواصلاً؟] [مزاحمة المواطنين للمتقاتلين هل هي "سبهللية"] ▪️مرات عديدة قمنا بتغييرات سياسية في بلادنا ونفخر د...