Translate

2008/04/03

اوربا الآمال والاوهام واصحاب الكهف

اوربا الآمال والاوهام واصحاب الكهف
دائماً يتطلع الانسان الطموح للاحسن والارقى والاعلى فى كافة الامور ويجتهد فى ذلك حتى ولو يكلفه هذا الاجتهاد متاعب كثيرة يفقد فيها مايفقد ويلاقى مايلاقى .
فى السنين الاخيرة كثير من الشباب اراد ان يصلح حاله المادى لذلك بدأ الكثير منهم فى الترحال خارج الوطن للبحث فى بلاد الغربة عن وضع يمكنهم معه تامين مستقبلهم .
تتعدد الكيفيات والوسائل التى يتعامل معها الشخص المهاجر للوصول الى غايته التى هاجر من اجلها لتحسين وضعه المعيشى وذلك للغالبية العظمى من المهاجرين ويواجه الشخص بعدة صعوبات تتمثل اولاً فى مدى قدرته على اختيار الطريق الذى يجب ان يبدأ به مشواره فى الخارج :
- القدرة على تمييز الخبيث من الطيب فى الوسائل المختلفة ,
- القدرة على المحافظة على ثقافته امام الثقافات التى تواجهه وكيفية الاستفادة من احسنها .
ثم ثانياً بعد اختيار الطريق والوسيلة التى يريد بها ان يبدأ مشواره يواجه بصعوبات فى كيفية وضع خطة للمضى فى هذا الطريق ثم العمل على تنفيذ هذه الخطة فى فترة زمنية محددة .
نعم الحريات يجب ان تكون مكفولة لكل انسان فى اختيار الطريق الذى يريده والحرية فى الهجرة الى اى بلد يريده , لكن قبل ذلك يجب ان يتأكد الراعى اولاً من ان رعاياه قد تسلحوا وتأمنوا حتى يكونوا اقوياء فى مواجهة التحديات التى تقابلهم فى حياتهم وعدم الانهزام امامها .
هناك نماذج كثيرة فى السنين الاخيرة انتشرت فى كثير من بقاع العالم , نماذج تصحبها ممارسات غريبة وجديدة على الشخصية السودانية التى عرفت بالاخلاق الكريمة والفاضلة ولكن بالطبع هذه لاتمثل الا طائفة صغيرة جداً فهناك نماذج خيرة كثيرة سلكت طرقاً قويمة ونجحت فى مجالات العلم والعمل .
السبب الاساسى فى انتشار النماذج غير الكريمة هو سفر كثير من الشباب وهم مازالوا غير متمتعين بالوعى والمعرفة ولم يتمكنوا كذلك من التخلص او التغلب على بعض العادات والسلوكيات غير الحميدة المنتشرة بين مجتمعاتنا والتى صارت متأصلة فى شخصيتنا كعدم الاهتمام بالزمن والكسل والخمول وعدم الاعتماد على الذات (الاتكالية) فالشخص الذى يهاجر للخارج وهو مشبع بهذه الاشياء ويواجه بمجتمعات افرادها لايعرفون المجاملة وكل انسان مسئول عن نفسه , لا بد انه سيجد متاعب جمة فى كيفية التوفيق بين ما يحمله وبين ما يجده فى الواقع .
عدم التسلح بالمعرفة والعلم والدين اضافة الى ما ذكرته من عادات وسلوك غير حميدة يقود الكثير من الناس الى السقوط فى الهاويات , فما بالك بشخص ذهب الى اوربا وفى مخيلته مثلنا الشعبى المتوارث " بلداً مابلدك انطلق فيها عريان " انه مثل شعبى تغذى به منذ الصغر ولم يعلم فى حياته مدى تناقض هذا المثل مع الاخلاق الفاضلة والدين , فكيف يلومه المجتمع اذا قام ببعض الممارسات غير الكريمة فى بلاد الغربة وقد غذى منذ صغره بمثل هذه الامثال .
هناك نماذج كثيرة لبعض شبابنا فى كثير من بلدان العالم لو قمنا بدراسة اسبابها لوجدنا ان السبب الرئيسى هو العادات والسلوك غير الحميد الذى تغذى به الشخص منذ صغره , اقل هذه الاشياء هو الخمول والكسل وكثرة (الرقاد) وهى امور حملها بعضهم من بلادنا ومازال يداوم عليها حتى فى بلاد الغربة وهو مايجده فى المثل " ضل الضحى يطول العمر " اى انك فى وقت العمل يجب ان تخلد للنوم وهو مايحارب العمل فعندما يفيق من نومه يجد نفسه وحيداً وليس هناك من المال ما يكفى ادنى احتياجاته .
اوربا صارت فى الفترة الاخيرة قبلة لكثير من الناس لاسباب كثيرة وصار كثير من الشباب داخل الوطن تحدثهم انفسهم بضرورة الهجرة اليها والعمل باى وسيلة للهجرة لكن يواجه الشخص باختلاف كبير بين ما يتخيله وبين الواقع , فيذهب الشاب الى بلاد الغربة لتحسين اوضاعه المعيشية وقد يمتد الامر الى سنين عددا يفقد فيها الشخص عمره فى انتظار اليوم الذى يسعد فيه بأمر طالما انتظره كثيراً وفى انتظاره هذا ينسى وطنه ويصير كاصحاب الكهف يظن ان حال اهله مازال فى نفس الحال الذى تركه قبل عشرات السنين , واحياناً يلتفت الشخص فيجد ان العمر قد فاته فيقوم بالتفكير فى وسيلة تؤتى اكلها المادى او المعنوى سريعاً يظن انها تعوض له هذه السنين التى قضاها كأن يوهم نفسه والآخرين بانه يحمل ايدلوجيات معينة ابعدته عن الوطن او ان يدخل فى علاقات اجتماعية خاطئة وغريبة ظناً منه انها تمهد له سبل الاقامة والعيش فيعمل بنظرية " الغاية تبرر الوسيلة " فهناك نماذج كثيرة لايمكن ذكرها تشمل المغامرات وغسيل الاموال والتهريب والمخدرات والسرقة والغش , وكلها امور التعامل معها بدل وغير ملامح الشخصية السودانية وعندما تقابل احد هذه النماذج تصاب بالدهشة فكل الافكار والآراء التى يحملها بعيدة عن الواقع الموجود فى الوطن فتجده فى ربكة نفسية بحيث لايستطيع ان يتماشى مع واقع بلده لصعوبة القيام بذلك فى بلاد الغربة او لانه لايستطيع ان يتماشى مع واقع بلده لانه نسى او تناسى وصار لا يعرف عن بلده الا القليل , ايضاً يجد صعوبة فى مسايرة الحال الذى يجده فى بلاد الغربة فى الحياة لان هناك اشياء لا يستطيع الشخص القيام بها الا اذا كان قد جبل عليها منذ صغره الامر الذى يفتقده الان .



رباعية السنجك :
يا السنجك يا أخوى الِتِرِقد اخير لك خلو
ارجع لى بلادك وارتاح فى تميرك وضلو
خزان مروى جاهز وكـل شيئ فى محلو
ما تضيع عميرك فى بلداً ناسا منك مـلو

اظنك نسيت اهلك وفى بلاد الغربة تهت خرب
بلدك تمام لا امراض خبيثة لا شيتاً اسموخرب
خايفك تعود للبلد محمول ساوين ليك الف درب
ماتسمع كلام لاهاى الغرب من بدرى لينا بسب

عود لى بلادك تعيش بسهولة بالنفرة اوبالشيرن
بكرامة احسن لك من ناس سوشيال واوت كيرن
وبنات عمك منتظرات هناك ليه بس تفتش غيرن
ديل عاريات قبيحات الخصال تعبان كمان تفكيرن


يا السنجك يا اخوى عود وسيب اصحاب الكهوف
وارجع للبلد تلقاها تمام وبى عيونك انت تشوف
صارت كيف نديانا مليانا من خيراتها تلقى قطوف
وبي حرية وامان من شمالها لجنوبها انت تطوف


قالو انك منتظرالمحاكم وكمان داير تشيل عامود
وانت عارف لاهاى للضعاف ما ظنيتها تقبل دود
وعمرالبشيروناس شيخ على ماناس تيوس وعتود
احسن تعود لبلدك قبل دخولك هناك لازم يتم بالكود


السنجك نسى وطناً طيب كريم وكمان حنينين ناسو
وقعد فى بلداً مطاردنو كل يوم بى غرامة اوانكاسو
عشان سبسيدى تعبان ديمة للدروس يشيل كراسو
منتظرجوازسفروسنين حليلو زولنا لامن صلع راسو


البلد متحدة من دارفور لى جزيرتها وحتى بطانا
بلداً خيرها كتير يكفى الكل لو بس نحن الله هدانا
ماتغرك ارهاصات يهود منهم المولى بدرى هدانا
مابنبيع بلدنا لبوش تحيا بلدنا ونحيا نحن عشانا


"مدنيااااو" قصة الثورة المسروقة

الي متي يظل مأذقنا متواصلاً

  [الي متي يظل مأذقنا متواصلاً؟] [مزاحمة المواطنين للمتقاتلين هل هي "سبهللية"] ▪️مرات عديدة قمنا بتغييرات سياسية في بلادنا ونفخر د...