Translate

2024/08/10

من الأرشيف - خواطر بمناسبة السيول والفيضانات



الرب سبحانه و تعالي خلق هذا الكون و دبر له منظومة محكمة تسير عليها الحياة وفق منهاج عادل في كل النواحي  لكل المخلوقات الأنسية و الأخري .

لكن للاسف الشديد تعدي الإنسان علي هذه المنظومة المحكمة و ظلم المخلوقات الطبيعية الاخري ظنا منه انه سيسعد لكن بهذا الظلم تاثر الكون بكامله فانقلبت السعادة المزعومة الي شقاء بائن، فما نسمع به من احتباس حراري و ثقوب ليس الا جراء العبث البشري بالبيئة والتلاعب بمكوناتها من إبادة الغابات ونشر الأدخنة، كذلك هذه المجاعات والفاقد في الغذاء ليس إلا ظلم وتعدي علي المزارع وتحويلها إلي مناطق سكنية وحضرية، وما إنتشار هذه الأمراض الغريبة إلا من تعدي الإنسان علي تركيبة منظومته الغذائية الطبيعية الصحيحة وإستبدالها بمنظومات مصطنعة ومحورة ومهدرجة، وقس علي ذلك كل التعديات. 

لقد بدأت هذه الايام بشريات موسم الأمطار والتي يرسلها لنا الرب سبحانه وتعالي كل عام في كرم لا يضاهيه كرم ليخضر الزرع ويشبع الضرع فنستمتع بعيشة هنيئة، إلا أن الكثير منا يتضجر ويقول فلتذهب هذه الأمطار والسيول إلي مكان آخر،  وآخرون ولعلهم الذين يحسبون أنهم فقهاء في الدين يرفعون اكفهم ويدعون الرب سبحانه وتعالي ويقولون :"اللهم حوالينا ولا علينا وعلي الآكام والظراب ومنابت الشجر" . ظانين أنهم يستنون بسنة الرسول الكريم عندما كان يدعي بهذا الدعاء،  لكنهم ربما لا يعلمون انه صلي الله عليه وسلم لم يعتدي علي مناطق النبت والأودية ولا يأمر بتشييد العمران الأسمنتي عليها. ربنا سبحانه وتعالي خلق لنا هذه الاراضي الزراعية الشاسعة ويرسل لنا المياه كل عام لنستصلح الأراضي ونفلحها، فنعصيه ونتعدي علي الأراضي ومجاري السيول والأمطار ونطلب منه سبحانه وتعالي أن يبعد هذه النعمة ونقول  "حوالينا" ! ، فهل هناك هلاك أكثر من هذا؟، فماذا تفعل السيول التي أرسلها الرب وخصص لها طرقا محددة تسلكها، الرب سبحانه وتعالي وهب لنا عقولا لنفكر بها ، اين نسكن؟، وماهي المواد التي تناسب مسكننا وطبيعة بلدنا ؟، فهل استخدمنا عقولنا في البحث عن كيفية تشييد المساكن المناسبة مع هذه الطبيعة، لقد ظللنا ننتظر كل عام الأمطار ونقول فاجأتنا وننادي المنطقة الفلانية تدمرت والمنطقة الفلانية اغرقتها المياه الحقونا بالاغاثات. فهذا الأمر يحدث كل عام وسببه الفشل الإداري للحكومات المتعاقبة في توجيه المواطنين لعدم إقامة القرى والبناءات في مجاري المياه والوديان والأراضي الزراعية ذات الطبيعة الخاصة فقط بالزراعة والتي لا تصلح للسكن وإقامة المساكن علاوة على استخدام مواد غير مقاومة للمياه المتدفقة بقوة والسيول والفيضانات القوية والأمطار والأعاصير .. وهذا أمر طبيعي سيحدث إلى أن تقوم الساعة وسننتظر الاغاثات عاما بعد عام الا اذا ادركت الإدارات المتعاقبة والحكومات هذه الأمور وقامت بالتخطيط السليم لمواقع السكن ووجهت واعانت المواطن لاستخدام مواد بناء تقاوم المياه والأعاصير واستفادت من الاراض الزراعية وقامت بتجميع مياه الأمطار التي تضيع سنويا ..

لماذا لا يتم توجيه البنوك والجهات التمويلية والجهات المستوردة بدلا من تضييع الأموال في الأشياء التي لا تفيد أن يستفاد منها في البنية التحتية ومساعدة المواطن في البناء الثابت والقوى .ملايين الدولار لاستيراد زينة السيارات والحلويات والبلاستيكات والمستحضرات الطبية غير المفيدة والمبيضات والمفتحات والمسكنات.

لماذا لا تعلن الحكومة حالة الطوارئ كل العام والتقشف في الصرف البذخي او غير البذخي وقوفا مع أولئك الذين يعانون ؟

فكل عام ننادي كسلا غرقت .. الدروشاب غرفت .. ام بدة غرقت .. السوق العربي غرق .. الخريف فاجأنا .. تكوين لجنة طوارئ .. ادركونا يا مسئولي الاغاثة .. ادركونا يا دول الخليج  .. الي متي هذا الاهمال؟ وهذه السبهللية في معالجة الامور  ؟ .

و إلي متي نعتمد علي العسكر والامنجية المعاشيين لإدارة المحليات والولايات وخدمات البشر؟ ..

نسأله تعالي أن يهدي الحكام والسلاطين لتوعية الرعية بعدم الاعتداء علي الأودية ومجاري السيول والمنخفصات ومناطق النبت والزراعة والمناطق الغابية،

فالاعتداء علي هذه المناطق ليس من شأنه فقط أن يعرض الرعية لخطورة الأمطار والسيول بالتدمير والتهجير، إنما، والاهم والأخطر أن تنعدم المناطق التي يستفاد منها في الزراعة والغابات التي تساعد علي توفير طقس معتدل ودرجات حرارة منخفضة وبيئة صحية ومعافاة.

ليست هناك تعليقات:

"مدنيااااو" قصة الثورة المسروقة

  خواطر من وحي النزوح بــدأت بـحــمـــد اللــــه ثــــم صـلاتــنـا         عــــلي فـــاتح الإيجــاد خـــاتــم رســلنا وآل وأصٌـحـاب ومـ...