Translate

2016/12/25

استراحة مع الفنجطة و البرطعة و الجقلبة و الفئة الرابعة

استراحة مع الفنجطة و  البرطعة و الجقلبة و الفئة الرابعة
قام  الصديق العزيز  دكتور عبد الناصر من جامعة افريقيا العالمية  بكتابة تعليق علي منشور لي في مكان اخر ذكر فيه المثل " الخيل  تجقلب" الامر الذي ربما فتح شهيتي للكتابة عن موضوع أراه مهما ،، طبعا في زمن السرعة هذا اصبح الاطلاع او قل القراءة من الأمور غير المرغوبة او قل  الأمور الثانوية و قليل من يقرا كتابا او موضوعا طويلا لذلك تجيء بعض الحيل لجذب الناس للقراءة مثل اختيار عناوين غريبة او جاذبة او كالتي تشد انتباه القارىء لوجود شيء ما ،، لا أقول هذا ما سيجده القاريء  في مقالي هذا حتي لا ينصرف القارىء عنه ،،
هناك اناس يعملون و لكن لا يراهم احد و يوصفون  احيانا بأنهم  من خلف الكواليس كما يقال في الاعمال الفنية للمخرجين و المصورين  ،  فإذا أردنا ان ننزل المثل الذي يقول الخيل تجقلب و الشكر لي حمّاد الي ارض الواقع فنجد ان المجقلبين  هنا هم المخرجين و المصورين الا ان المشكورين هم المذيعون و الأشخاص المستضافون في القناة الفضائية او الإذاعة و هناك أمثلة كثيرة للمجقلبين و المشكورين ، و حمّاد  علي عدم جقلبته  انه رجل يستخدم الخيول في الفروسية و اعمال القدرات فانه يشكر و لا  احد  يسال عن الخيول بالطبع . لكن هناك امر يحيرني كثيرا هل نعتبر الذين يعملون من خلف الكواليس اعمال سيئة كالذين يقفون خلف المسئولين و الوزراء و الرؤساء و يسيرونهم بطرق ذكية و يتيحون للمقربين منهم  و الذين يحبونهم بالتواصل مع رؤسائهم  و يمنعون الآخرين اي انهم يتحكمون في الامور و يسيرونها كما يريدون لتتماشى مع مصالحهم ،، هل نقول لمثل هؤلاء انهم من المجقلبين  ؟ ،، إذن تفسير الجقلبة من هذا السياق ربما تعني حركة الخيول .
هناك عبارات اخري مشابهة للجقلبة مثل البرطعة و الفنجطة فعندما يقال  " فلان ببرطع ساااكت" اي انه يبذل جهدا كبيرا الا انه من غير فائدة او ليس في محله و البرطعة ربما تنسب الي الحمير ، اما الفنجطة فربما تعني الهرولة يمنة و يسرة بدون هدف و بطريقة عشوائية كان تجري جريا سريعا علي ناحية و فجاة تأخذ اتجاه اخر و تجري كذلك و هذه يقوم بها عادة صغار الحمير " الدحيشات " ،،
في عالم السياسة و التوزير " تعيين الوزراء " ،، هناك مجقلبون و هناك مشكورون و هناك مبرطعون و هناك مفنجطون  ،، فقد نشرت في بعض الصحف و علي قنوات التواصل الاجتماعي هذه الأيام اخبار عن تعيينات وزارية و عن اعفاء وزراء ،  بالطبع هناك فنجطة و برطعة تحدث هذه الأيام بالتزامن مع هذه الإشاعات  فالمفنجطون هذه الأيام ربما يكونون من الوزراء القدامي الذين قد  تشملهم قرارات الاعفاء اذا صدقت الروايات المتداولة  ،، والمبرطعون أولئك الذين يترددون علي الجهات التي  يظن انها ربما تساعد في أو قل تتخذ القرار و هذه الجهات التي تساعد في اتخاذ القرار من الصعوبة معرفتها الامرالذي يجعل هؤلاء الطامعون في التوزير يبرطعون بين هؤلاء وأولئك ،،
بالرغم من أن لي راي في نظام الدولة الموجود حاليا في العالم  ( الحكومة ) و الذي يعني (حكام و محكومين ) بالرغم من وجود قوانين و نظم و ترتيبات فهو نظام يعطي الأهمية و الشهرة و القوة و المتعة و المنعة  و الافضلية للحكام علي المحكومين فتجد القصور للحكام و السيارات الفارهة للحكام و السفر والسياحة للحكام و المعيشة الرغدة للحكام و البهرجة و الراحة للحكام اما المحكومون فيقال لهم الجمهور او الشعب  " عامة الناس" الا ان هناك فئة اخري بين الحكام و المحكومين و هي الجهة الحاكمة الحقيقية فالحكام في راحتهم و نومهم و ثباتهم و المحكومين في كدحهم و تعبهم و فقرهم  فهناك فئة اخري فلنسمها " الفئة الرابعة "   و هي  التي تجقلب لمصلحتها يسيرون الحكام و يمسكون بزمام الامور و يستغلون ذكاءهم في الإيحاء للحكام بالامور التي ينبغي ان تفعل و الأشخاص الذين ينبغي ان يبعدوا و الآخرين الذين ينبغي ان يقربوا و يمكن  ايضا ان نطلق عليهم " الأذكياء " ، اذكياء المصالح ،و لذلك و حسب رؤيتي هذه فان احدكم يمكنه اذا وجد شخصا يرتدي بدلة او جِلْبابا و عمة و ملفحة نظيفة جديدة جميلة في هذه الأيام ان يقول له :-
هل انت من المجقلبين ام المفنجطين ام المبرطعين ام من الفئة الرابعة ؟

ليست هناك تعليقات:

"مدنيااااو" قصة الثورة المسروقة

الي متي يظل مأذقنا متواصلاً

  [الي متي يظل مأذقنا متواصلاً؟] [مزاحمة المواطنين للمتقاتلين هل هي "سبهللية"] ▪️مرات عديدة قمنا بتغييرات سياسية في بلادنا ونفخر د...